إن المادة السامة هي كل مادة تنفذ إلى داخل أعضاء الجسم بنسب مرتفعة أو بنسب بسيطة متكررة وتؤدي بشكل مؤقت أو دائم إلى اضطرابات عضوية قد تؤدي إلى الموت حسب طريقة نفوذ السم ووصوله للدورة الدموية.
ويمكن انتقال المادة السامة عن إحدى الطرق التالية:
آ- الطريق الهضمي:ك من أنواع الإهمال التي جعلتها تشكل خطراً على الصحة العامة.
خزن هذه الأدوية السامة في مكان بعي
إن نفوذ المادة السامة عن هذا الطريق يعد من أسرع الطرق في التسمم وأخطرها وأكثرها شيوعاً. وتحدث غالباً بواسطة تناول مواد نباتية معالجة حديثاً وكثيراً ما يبتلع السم خطأ على أنه مادة معدة للأكل أو دواء طبي والأطفال معرضون كثيراً لمثل هذه الحوادث. ومن الملاحظ في هذه الحالات أن الكبد يمكنه أن يخفف جداً من سمية بعض المواد بتحويلها الى مركبات أخرى قبل دخول الدورة الدموية.
ب- الطريق التنفسي:
تطلق المركبات الغازية غازاً يدخل مباشرة إلى الرئتين عن طريق الأنف وتتصاعد عن بعض المركبات السائلة أبخرة باستمرار وخاصة حين ارتفاع درجة الحرارة وذلك فإن ضررها يكون كبيراً في البلاد الحارة وخلال ساعات النهار المحرقة وتختلف المواد عن بعضها من حيث درجة إطلاقها للبخار المشبع وتبعاً لارتفاع درجة الحرارة. والجدول الآتي يبين لنا مقارنة بين مادتين فوسفوريتين ونسبة وجود بخارهما في الهواء.
درجة الحرارة
مادة ديميثون ملغ/ سم3
مادة باراثيون ملغ/ سم3
20
14
0.09
30
27
0.35
40
40
1.05
كما أن استنشاق المركبات السامة يتم عن طريق نفوذ جزيئات صلبة أو سائلة عند استعمال الضباب السام أو الرش بالرذاذ.
جـ- الطريق الجلدي:
من المعروف أن للجلد وظيفة رئيسية هي حماية الجسم من سائر العوامل الفيزيائية أو الكيميائية أو الحيوية. وان بعض الصفات الفيزيائية لقسم من المواد تسمح لها بالنفوذ خلال طبقات الجلد لتصل حتى الدوران اللمفاوي والدموي وهذه هي حالة المواد المنحلة بالدهن Lip Soluble والتي تنفذ داخل الجلد باعتباره يحتوي على كمية كافية من الدهن. ومن هذه الملاحظة يبين أن استعمال المركبات السائلة أخطر من استعمال المركبات المسحوقية بالنظر لأن الخواص الفيزيائية للأولى تسمح بسرعة حل الشحوم الجلدية للمبيدات. ولذا فإن كل احتكاك بين الجلد والسموم يؤدي إلى تسربها إلى الجسم حيث تتراكم وتؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر به وهلاكه. ومن المؤسف أن الإنسان لا يأبه عادة لمثل هذه الأخطار إما لجهله لها أو بعدم تقديره أهميتها فينتج عن ذلك حوادث مؤلمة وينسى المثل القائل (درهم وقاية خير من قنطار علاج).
التعبير الحسابي لدرجة التسمم: يمكن تعريف درجة التسمم بطرق عديدة إما أن تكون القيمة الحسابية لأصغر معدل قاتل لـ 90% من الحيوانات أو لـ 50% من حيوانات التجربة، وقد درج بصورة عالمية التقدير الحسابي للسمية على أساس الكمية الكافية من المادة السامة اللازمة لموت 50% من الحيوان أو الإنسان وعبر عنه اختصاراً بحرفي 50L.D أو الجرعة المميتة الوسطى.
وتقدر بالمليغرام محسوباً لكل كيلوغرام من وزن الحيوان. وتقدر السمية أحياناً بحساب الجرعة المميتة لـ 90% من حيوانات التجربة ويرمز لها حينئذ بـ L.D90 .
إن النسبة المميتة الوسطى لا تعبر تماماً عن حقيقة السمية فقد يكون هناك تباين واسع بينها وبين النسبة الصغرى ولذلك يجب الاحتراس أحياناً من التقرب من هذه النسبة عند استعمال المبيدات