اضحك مع الحكومه المصريه

أضبط نفسى هذه الأيام وهى متلبسة بالغرق إلى شوشتها فى الضحك المتواصل وذلك أثناء قراءة الصحف الحكومية
المصرية.. وكلما حاولت أن أمتنع عن قراءة هذه الصحف أعود إليها بحكم الإدمان أو بحكم التعود.. وعلى رأى الست دى أمى... "هم يضحك وهم يموت من الضحك" وهمومنا نحن المصريين من النوع الذى يموت من الضحك وأخبارنا كذلك.. خذ عندك مثلاً ما تنشره الصحف الحكومية هذه الأيام عن الانتخابات العمالية ومنافذ استلام بطاقات الترشيح وتصريحات السيدة وزيرة القوى العاملة والسيد حسين مجاور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر .. عن إجراءات الترشيح والعملية الانتخابية وكأننا نعيش انتخابات حقيقية.. من النوع الذى يتم فيه نجاح الفائزين بأصوات الناخبين.. والذى نشاهده عادة فى أفلام السينما.. وتصر الصحف الحكومية على محاولة إقناعك بأن المسألة جد "وبحق وحقيقى" مع إن كل الناس تعلم أنها انتخابات هزار .. وانتخابات "كده وكده" .. وإذا كان نصف الدخل القومى يتم إنفاقه على إجراءات الانتخابات الشكلية فى "مصر" فإن النصف الآخر يتم إنفاقه على محاولة الحكومة فى أن تثبت أنها انتخابات حقيقية... وفى الريف المصرى يطلقون على مثل هذه المهازل عبارة "شغل سيما" أى أنها تمثيل فى تمثيل.. وأنا من أنصار هذا التعبير فأفلام الانتخابات المصرية يتم كتابة نصوصها ثم توزع الأدوار فيها على الممثلين ويبدأ المخرج فى الزعيق "كلاكيت".. الانتخابات العمالية أول مرة.. "أكشن" ويظهر المرشحون فى الكادر وهم يقومون بالدعاية.. مع التركيز على مرشحى المعارضة من باب "حبكة " الفيلم .
المهم أننا مع الأسف نكون جمهور هذه الأفلام السخيفة بل وأحياناً نشارك فيها من باب الظهور فى الكاميرا.. ومن الأخبار المضحكة كذلك.. ما تم نشره من استيراد مصر "للبصل" من "الجماهيرية الليبية".. أى والله.. "البصل".. الذى كنا نزرعه على شباك المنزل وفى فناء المدرسة ونستلفه من الجيران بلا مقابل .. و"ليبيا" التى لا نيل فيها ولا فرات أصبحت تنعم علينا "بالبصل" كما أنعمت "السعودية" علينا "بالقمح" من قبل وهكذا ضاع "البصل" و"القمح" وانتهى الأثنان من السوق المصرى.. وكان السوق قد ودع قبلهما "القطن المصرى" ....... وعشانا عليك يا رب.
أما آخر الأخبار المضحكة فهو ما نشرته الصحف الحكومية فى الصفحة الأولى من بشرى إعادة الحياة إلى قبيلة "العبابده" فى صحراء مصر "والعبابده" هى قبيله كانت تعانى من العطش منذ عشرات السنين وقد ورد الخبر فى صورة البشرى وأن الحكومة تفضلت بحفر بئر أنقذ عشرات الآلاف من الأرواح والحقيقة أنى كدت أسعد بالمانشيت لولا أنى قرأت محتوى الخبر والذى أفادنا بأن الحكومة المصرية تركت هذه الكائنات الصحراوية دون ماء طوال السنوات الماضية وأنهم أى "الكائنات الصحراوية" كانوا يسافرون يومياً لمسافة تزيد على الأربعين من الكيلو مترات الصحراوية أيضاً وأن هذه المأساه استمرت لسنوات طويلة حتى أنعمت علينا هيئة المعونة "الدانمركية" بمليون من الجنيات المصرية لكى يحفر الناس بئراً يشربون منه.... وقد صدق القائل الذى قال "اللى أختشوا ماتوا" وأن البجاحة أصبحت علم وفن وهندسة ولم يمنع الخجل الصحف الحكومية من أن تنشر هذا الخبر بل وأضافت عليه أن الدكتورة المشرفة على المشروع ظلت تحكى لمندوبة الجريدة عن المتاعب التى لاقتها ومن معها من الأساتذة الجامعيين فى سبيل الحصول على موافقات الجهات الحكومية المصرية وأنها داخت "السبع دوخات" بين وزارة الرى ووزارة البيئة ثم وزارة الدفاع للحصول على الموافقات على الموقع الذى سيتم فيه الحفر... مع إن الفلوس "دانمركية".. والمعونة غربية.. أما العطلة ووقف الحال فهى الحاجة الوحيدة المصرية فى هذه النكتة السخيفة...
صحيح أن الحكومة قد رفعت يدها عن الشعب... واقتصر دورها على بيع الأملاك المصرية.. وصحيح أن الشعب لم يعترض وأكتفى بالحلم والأحلام والتمنى.. إلا أنه مطلوب من الحكومة ألا تمن علينا بما يقدمه الأجانب من حسنات وألا تعطل وصول المعونات للغلابة ,ان تترك للناس حق الأحلام وبهذه المناسبة فيروى أن امرأة استيقظت من نومها وهى فى غاية السعادة لأنها رأت فى المنام أن زوجها البخيل قد أشترى لها ربع كيلو من اللحم فلما روت الحلم الى زوجها نظر إليها الزوج قائلاً:
" على الله يتمر فيكى "...................... وعجبــى