مكافحة النيماتودا الناقلة للفيروسات:تعد عملية توزيع ونشر مواد الإكثار النباتية من أهم الطرق في نشر الفيروسات والنيماتودا الناقلة لها إلى مناطق جديدة ومثال على ذلك :
- انتشار الفيروسات خلال الشحن : يعود انتشار الفيروسات المتعددة السطوح وحدوث الإصابة بفيروس الورقة المروحية للعنب في كاليفورنيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى استيراد العنب المصاب بهذا الفيروس من أوروبا وبواسطة المواد المحضرة مع الإرساليات الإسبانية مما سبب استيطان هذا الفيروس في هذه المنطقة في نهاية القرن السابع عشر.
- إن نيماتودا X.index والفيروسات الحاملة له GFLV (فيروس الورقة المروحية للعنب) وجد في فيكتوريا وأستراليا منذ /80/ عاماً عندما ورد إليها في جذور التطعيم المقاومة للفيلوكسيرا من فرنسا .
- انتقال الفريز المصاب بفيروس موزائيك الزهرة العربية Armv من انكلترا إلى اسكتلندا عن طريق تصدير الفريز إلى اسكتلندا.
إن الناقل الأساسي للفيروسات متعددة الوجوه والفيروسات العصوية هي بذور العديد من الأنواع النباتية بما فيها البرية وهي المصدر الوحيد تقريباً خلال فصل الشتاء للعدوى بهذه الفيروسات المنقولة من قبل نيماتودا Xiphinema والفيروسات العصوية المنقولة من قبل نيماتودا Trichodorid فترات ( أثناء التبوير وحراثة التربة) بدون عائل نباتي ولكنها تبقى على قيد الحياة كونها محمولة داخل نيماتودا تعيش طويلاً بسبب وجود بقايا الجذور في التربة تمون المستعمرات النيماتودية بالغذاء، تلك النيماتودا تعمل كنواقل فيروسية وهي الأساس في انتشار الفيروسات ومن هنا تبين أن بذور الأعشاب عامل ثانوي في نشر الإصابة الفيروسية.
وهناك عوامل ثانوية تسهم في انتشار الفيروسات المحمولة من قبل النيماتودا من هذه العوامل:
- حراثة التربة التي تسبب اضطراب في توزع المستعمرات النيماتودية
- انتقال النباتات حاملة معها التربة الملتصقة بجذورها وبما تحويه من نيماتودا عالقة بها .
- النيماتودا المحمولة على التربة الملتصقة بآليات المزرعة تسهم في انتشار النيماتودا بكافة أنحاء المزرعة.
- النيماتودا المحمولة على التربة الملتصقة على أقدام الطيور والحيوانات الأخرى.
ومن هنا نجد أنه لمنع انتقال الفيروسات ونواقلها إلى مناطق جديدة لابد من استخدام نباتات خالية من الفيروسات والقضاء على الفيروسات ونواقلها من الأرض المصابة مسبقاً. وفيما يلي بعض الإجراءات :
مبيدات النيماتودا: لقد تم التحقق من أن استخدام مبيدات النيماتودا الكيماوية طريقة كافية لمكافحة النواقل النيماتودية ومنع الإصابة بالفيروس بالنسبة للنباتات المعمرة أو تأخير الإصابة بها بالنسبة للمحاصيل المزروعة حديثاً . إن إضافة المبيدات بمعدلات تجارية حقق انخفاض في مستعمرات النيماتودا بمعدل (80-90% ) حتى عمق (40-60) من التربة ، وهذا المستوى كافي لحماية المحاصيل الحولية والمعمرة لمدة قصيرة من الضرر المباشر المتسبب عن تغذية النيماتودا الناقلة للفيروس آخذين بعين الاعتبار طول دورة حياة النيماتودا ومعدل تكاثرها البطيء وبالتالي فهناك عدة سنوات حتى تصل مستعمرات النيماتودا إلى عتبة الضرر الاقتصادي.
بالنسبة للمحاصيل المعمرة فالقتل التام للنيماتودا ضروري لمنع نقل الفيروسات إلى المحاصيل المزروعة حديثاً لذلك يجب تدعيم المعالجة بالمبيدات بإجراء طرق مكافحة أخرى مثل : تبوير الأرض أو زراعتها بأصناف نباتية مقاومة قبل زراعة المحاصيل الدائمة.
وتقسم أنواع المبيدات حسب سلوكها في التربة إلى مبيدات مدخنة وغير مدخنة.
المدخنة:يندرج تحت هذا الاسم العديد من المبيدات الكيماوية النيماتودية مثل :
- DD ( ديكلوروبروبان ، ديكلوروبروبين)
- ميتام الصوديوم يكون بشكل سائل
- الدازوميت يكون بشكل حبيبي.
وجد أن استخدام هذه المبيدات النيماتودية له فعالية في مكافحة النيماتودا الناقلة للفيروس. حيث تتحرك المدخنات خلال فراغات الهواء بين حبيبات التربة وبالتالي فهي تحجز أحجام كبيرة في التربة بعيدة عن نقطة الإضافة ومع ذلك تتطلب إضافات كبيرة نسبياً بحدود 100-600 كغ/هـ والشركات المنتجة لهذه المبيدات ترفق لصاقات مكتوب عليها الكمية التي يجب إضافتها لنحصل على الأمان والفعالية في آن واحد.
غير المدخنة:إن المبيدات غير المدخنة ذات مزايا جيدة مقارنة مع المبيدات المدخنة ، من ميزاتها :
- إنها جاهزة بشكل حبيبي
- تتطلب معدلات من الجرعات أقل بكثير من المعدات المدخنة
- تدوم في التربة لمدة قصيرة نسبياً ( حيث أن الأوكزاميل نصف عمره حوالي أسبوعين).
- بشكل عام غير سام للنباتات
- تعتبر ذات فائدة اقتصادية كونها مبيدات حشرية بالإضافة إلى كونها مبيدات نيماتودية فعالة.
من هذه المبيدات :
- المركبات الفوسفاتية العضوية ( فيناميفوس – ايثوبروفوس – ثيونازين – فينوسولفوثيون)
- متيل كاربمات (كاربوفوران)
- أوكزيم كاربمات (الديكارب – أوكساميل – ميثوميل ) وهو جهازي يتحرك من القاعدة إلى القمة ومن القمة إلى القاعدة في النبات.
يسبب الفعل الإبادي لهذه المبيدات تمزق النظام العصبي وتؤثر على سلوك النيماتودا . وإن استخدام المبيدات الكيماوية حساس جداً للعوامل البيئية الأمر الذي جعل الدول تفرض قيوداً صارمة تحظر من استخدام المبيدات النيماتودية الجاهزة. وعند استخدام المبيدات لمكافحة النيماتودا يجب أن تتوافق مع التشريعات السائدة بما فيها من طرق الإضافة وموعد الاستخدام للمحاصيل المختلفة للمحافظة على البيئة.
الطرق الزراعية :الدورة الزراعية : تعتبر الدورة الزراعية غير مجدية بالنسبة للنيماتودا الناقلة للفيروس بسبب المدى العائلي الواسع لكل من النيماتودا والفيروس الذي تحمله سواء هذا العائل نبات بري أو مزروع باستثناء فيروس الورقة المروحية GFLV الذي عائله الوحيد هو العنب الشائع وناقله هو نيماتودا X.index التي تتكاثر بشكل جيد على العنب الشائع والتين.
ولكي نحصل على نتائج مضمونة في مكافحة النيماتودا الناقلة للفيروس يجب زراعة محصول غير عائل لمدة خمس سنوات كما أن زراعة الشعير على فترة (3) سنوات قبل زراعة الدرنات يجنبها الإصابة بفيروس TRV والأضرار المتسببة عنه.
إضافة المشتقات النباتية :لوحظ في مزارع توت العليق في اسكوتلندا أن طمر بقايا محصول الذرة داخل التربة بين الخطوط أدى إلى انخفاض أعداد النيماتودا L.elongatus الموجودة في التجارب المزرعية والمخبرية حيث وجد أن هذه المواد النباتية تحوي على مواد ذات تأثير مواز لتأثير المبيدات النيماتودية عندما تنحل بماء التربة وقد لوحظ أن توت العليق يحوي على كميات كبيرة من حمض التينيك (مواد دباغية) والعديد من مركبات البولي فينولات ( هيدروكينين – كاتاكول – ريزورسينول) المشتقة من مواد دباغية لنباتات أخرى والتي أظهرت أنها لها تأثير المبيدات النيماتودية ، ونلاحظ أن جذور العديد من الأنواع النباتية المختلفة تحوي على مواد تصلح لأن تكون مبيدات نيماتودية ، فمثلاً عصير نبات الهليون Asparagusofficinalis سام بالنسبة لنيماتودا P.minor وعصير كل من الزهرة والخردل يخفض بشدة هجوم العديد من أنواع النيماتودا المتطفلة على النباتات وسبب ذلك هو خاصية المواد الموجودة داخل هذه النباتات التي لها فعل المبيد النيماتودي من بين الكيماويات ذات الخواص المبيدة للنيماتودا التي ثبت أنها مستخرجة من النباتات فيتواليكسينز وهي مضادات حيوية منتجة من النبات كرد فعل للتفاعلات الاستقلابية بين النبات العائل والطفيل وتأثير هذه االمادة يكون بمقاومة النبات لنيماتودا تعقد الجذور.
إن إضافة المواد العضوية المحسنة للتربة قد درس تأثيرها في نيماتودا تعقد الجذور Meloidogyne في الدول النامية حيث وجد أن بعض هذه المواد المستخدمة تطلق مواداً سامة للنيماتودا أو تعطي مادة تنمو عليها كائنات التربة الميكرونية التي لها قدرة على تخميد وحد انتشار المستعمرات النيماتودية من خلال إنتاج أنزيمات أو مواد استقلابية سامة للنيماتودا مثل المضادات الحيوية والعضويات البكترية . ونلاحظ أنه يمكن أن تضم المحسنات العضوية إلى برامج إدارة الآفة المتكاملة من أجل مكافحة النيماتودا الناقلة للفيروس في البلدان النامةي بسبب الضغوطات البيئية التي تحصر وتمنع استخدام المبيدات النيماتودية الكيماوية والتي هي في غاية السمية.
الحراثة ومكافحة الأعشاب :إن إجراء حراثات متكررة للتربة لها تأثير عكسي على أعداد النيماتوديا ولكنها غير كافية كوسيلة وحيدة للمكافحة، وقد اقترح إجراء الحراثة للتربة قبل زراعتها تخفض عدد المستعمرات النيماتودية Trichodorus في حين أنها ذات تأثير قليل على كثافة العديد من المستعمرات النيماتودية الأخرى المتطفلة على النبات P.minor كما وجد أن الحراثة الدورية للتربة تقتل العديد من نيماتودا Trichodorus و L.elongatus أكثر من نيماتودا Tylenchida.
إن مكافحة الأعشاب نظرياً يجب أن يخفض الإصابة الفيروسية للمحاصيل خصوصاً إذا كان المحصول نفسه عائلاً فقيراً بالناقل الفيروسي كما نجد في نيماتودا L.elongatus وفيروس RRSV على نبات توت العليق. وإن إبقاء التربة نظيفة من الأعشاب الضارة لمدة 1.5 سنة ينقص بشكل طبيعي من حدوث الإصابة بفيروس TRV بمعدل 3 أضعاف مما كانت عليه محاصيل البطاطا المتتابعة والسبب أن النواقل النيماتودية من نوع Trichodorus ليس لها تأثير معدي على عائل البطاطا.
المكافحة البيولوجية ( الحيوية) :تم تشخيص العديد من الأعداء الطبيعية للنيماتودا المتطفلة على النبات التي يمكن استخدام بعضها للمكافحة الحيوية كبديل من استخدام المبيدات النيماتودية الكيماوية. المنافسات الرئيسية في هذا المجال هي الفطور آكلة النيماتودا والبكتريا إجبارية التطفل والنيماتودا المفترسة والفيروسات والريكيتسيا ومفصليات الأرجل الساكنة في التربة. وتحتل الفطور الصائدة للنيماتودا الاعتبار الأول كعامل بيولوجي (حيوي) لمكافحة النيماتودا المتطفلة نباتياً وقد تم استخدام A.stuperba و Arthrobotryts robusta كمركبات تجارية من الفطور الصائدة للنيماتودا قد طرحت في الأسواق